سمو الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان: رؤية استراتيجية في افتتاح معرض واجهة التعليم
في إطار فعاليات النسخة الحادية عشرة من معرض “واجهة التعليم”، الذي يُعدّ من أبرز المعارض التعليمية في دولة الإمارات، ألقى سمو الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، كلمة افتتاحية مميزة. المعرض، الذي يقام تحت شعار “التعليم والمجتمع”، يهدف إلى تعزيز التعاون بين المؤسسات التعليمية المختلفة والقطاعين العام والخاص، ويُعد منصة مهمة لعرض أحدث التطورات في مجال التعليم والتدريب. من خلال هذه الكلمة، أشار سمو الشيخ نهيان إلى أهمية التعليم في بناء الأجيال المستقبلية ودوره المحوري في تحقيق التنمية المستدامة، مستعرضًا رؤية القيادة الحكيمة في تعزيز التعليم وتوفير الفرص للشباب الإماراتي.
كلمة سمو الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،
أصحاب المعالي والسعادة، أيها الإخوة والأخوات،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أحييكم جميعًا ويسرني أن أكون معكم اليوم في هذا المؤتمر الذي تنظمه مؤسسة “واجهة التعليم”، والذي يحظى برعاية كريمة من سمو الأخ الفاضل، الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية. وكما نعرف عنه، سموه دائمًا حريص على دعم كافة المبادرات التي تهدف إلى تعزيز قدرات هذا الوطن العزيز في التعامل مع متطلبات الحاضر، ومواجهة تحديات المستقبل. أتقدم لسموه بالتحية والتقدير، داعيًا الله سبحانه وتعالى له بدوام النجاح والتوفيق.
حديثنا في هذا المؤتمر عن التعليم هو حديث عن مستقبل الوطن، وتعزيز قدرة المجتمع على مواجهة التحديات الاقتصادية، والتحول المجتمعي، والتغيرات البيئية، ومستقبل الطاقة. كما يشمل التحديات في الحفاظ على الهوية الوطنية وقضايا التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية، ويتطلب تنمية الشخصية المتكاملة، والقدرة على الابتكار، والرغبة في التعلم المستمر لدى أبناء الوطن.
إن اهتمامنا الكبير بالتعليم، وبدوره في تشكيل الحاضر، ومواجهة آفاق المستقبل، هو امتداد طبيعي للإنجازات الهائلة التي تحققت في قطاع التعليم بالدولة، والتي بدأت واستمرت بفضل القيادة التاريخية لمؤسس الدولة العظيم، المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. نحن نحمد الله كثيرًا أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، أعزه الله، يدعم رؤية القائد المؤسس ويؤكد بكل قوة على أهمية التطوير المستمر للتعليم باعتباره الوعاء الحقيقي الذي تتشكل فيه سمات المجتمع وخصائصه، وتبلور من خلاله تطلعاته وطموحاته، بل وهويته، ومبادئه، وطرائق حياته.
أتقدم اليوم بأسمى آيات الشكر والتقدير والاحترام لصاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله ورعاه، كما أتقدم لسموه بالعهد والوعد بأن نكون دائمًا على قدر آماله وطموحاته فينا، نبذل كل الجهد والطاقة من أجل أن يكون جميع أبناء وبنات الإمارات قادرين على المبادرة والعمل المثمر لتحقيق الخير لأنفسهم، والنفع لوطنهم، في إطار من الاعتزاز بالهوية الوطنية والحرص على القيم الرفيعة والمبادئ الأخلاقية الراقية.
إننا نتقدم لسموه بالوعد والعهد بأن تعمل جميع مؤسسات المجتمع معًا من أجل أن يكون التعليم في الدولة مجالًا رحبًا لنقل الرسالة المهمة التي يرغب مجتمع الإمارات في أن يلتزم بها الجيل الجديد. هذه الرسالة التي تتمثل في أن المجتمع يتوقع من أبنائه وبناته إعداد أنفسهم لتحمل المسؤولية في خدمة الوطن والإسهام الكامل في مسيرته. هذه الرسالة تتضمن أيضًا توقعات المجتمع في قيام الأجيال الجديدة بدورها المقرر في الحفاظ على تراثنا العربي والإسلامي، والالتزام بالقيم والمبادئ التي تقوم عليها مسيرة الدولة، بل وتوقعاته في أن أبناء وبنات الوطن سيسيرون على خطى الآباء في العطاء والإنجاز، ونشر التنمية والرخاء، وتنمية مبادئ التسامح والسلام، سواء داخل الدولة أو في المنطقة أو في العالم.
أيها الإخوة والأخوات، إن هذا المؤتمر والمعرض التعليمي المصاحب له يؤكدان أن التعليم الذي ننشده في هذه الدولة العزيزة يتطلب العمل والتضافر المشترك من كافة قطاعات المجتمع، بحيث يتفق الجميع ويتكاتفون من أجل توفير تعليم فعال يأخذ بأحدث ما في العصر من تقنيات وممارسات. تعليم يركز على تنمية المعارف والتفكير السليم واكتساب القدرة على الريادة والابتكار، مع الحرص على التزود بالأخلاق الحميدة والسلوك القويم، كل ذلك في إطار يوفر الدعم الأكاديمي والنفسي والوظيفي للطالب، ويساعده على تحديد أهدافه التعليمية ويوفر له فرص التعليم الشخصي والمستقل.
إنني آمل أن يكون هذا المؤتمر مناسبة مواتية للتأكيد على دور كافة قطاعات المجتمع في الإسهام في تشكيل نظام التعليم بالدولة، وعلى أن تكون هناك رؤية واضحة للدور المتوقع من كل مشارك أو مسؤول في العملية التعليمية، وصولًا بإذن الله إلى قواعد واضحة يتم الالتزام بها على أرض الواقع. يجب ألا ننسى أن قضايا التعليم قد أصبحت متشابكة بين مختلف أقطار العالم، لذا لابد لنا أن ننفتح على كافة التجارب الناجحة في العالم، وأن نسعى باستمرار لأن تكون كافة مؤسسات التعليم في بلادنا عالمية بكل المقاييس.
أيها الإخوة والأخوات، إنه بحكم موقعي كوزير للتسامح والتعايش، أود أن أختم حديثي بإشارة مختصرة إلى دور التعليم في تأكيد مبادئ التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية، وإلى العلاقة التبادلية بين النجاح في إيجاد نظام فعال للتعليم، والالتزام بالقيم والمبادئ الإنسانية النبيلة. لا يمكن حدوث أحدهما بدون الآخر؛ التعليم الناجح هو الذي يعكس قيم المجتمع ويعتز بهويته.
وفي هذا السياق، أمل أن تكون هذه العلاقة بين التعليم وتنمية القيم الإنسانية واضحة أمامكم وأنتم تناقشون واقع التعليم في الدولة. إنني أدعوكم اليوم للعمل معًا من أجل أن يكون نظام التعليم في الدولة مجالًا فعالًا لنشر نموذج التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية الذي تتسم به دولتنا الحبيبة.
إن وزارة التسامح والتعايش، وبحمد الله، لديها الآن مبادرات مشتركة مع المدارس والكليات والجامعات، نأمل أن تنمو وتمتد تعبيرًا عن حبنا لهذا الوطن وتأكيدًا على حرصنا على تحقيق كافة أهدافه وأمانيه.
أقول لكم اليوم إن مثل هذه الشراكات المجتمعية في مجال التعليم هي وسائل مهمة لبث روح الإنجاز والعمل المشترك بين الشركاء. الشراكات المجتمعية في مجال التعليم هي أدوات فعالة لتحقيق الفائدة من الإمكانات المتاحة لتحقيق الخير للمجتمع والإنسان.
أتمنى لكم، أيها الإخوة والأخوات، مؤتمرًا ناجحًا، وأدعو الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا جميعًا لكل عمل نافع ومفيد. كما أدعوه أن يوفق الإمارات وأن يجعلها دائمًا موطناً للخير والتقدم والنماء، في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله ورعاه.
أشكركم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في الختام
إن افتتاح معرض “واجهة التعليم” بكلمة سمو الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان يعكس التزام القيادة الحكيمة في تعزيز التعليم كمحور أساسي لبناء مستقبل مشرق لشباب الإمارات. من خلال هذا المعرض، يتم توفير منصة هامة لربط التعليم بسوق العمل وتطوير مهارات الشباب، مما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة والمساهمة الفعالة في تقدم المجتمع. إن الفعاليات والمبادرات التي يتم عرضها في هذا المعرض تضع التعليم في مقدمة الأولويات، مؤكدًا على أهمية الشراكات المجتمعية والابتكار في تحفيز الأجيال القادمة. ونحن على يقين أن هذه الجهود ستثمر عن المزيد من الإنجازات التي تخدم الوطن وتدعم طموحات أبنائه وبناته في مواجهة تحديات المستقبل.
شكر وتقدير لسمو الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان
باسم مؤسسة “واجهة التعليم”، نتوجه بأسمى آيات الشكر والتقدير إلى سمو الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، على رعايته الكريمة ودعمه المستمر لمبادرات التعليم في دولة الإمارات. إن كلمات سمو الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان الافتتاحية في معرض “واجهة التعليم” تمثل مصدر إلهام للجميع، وتعكس رؤيته الحكيمة في تعزيز دور التعليم كمحور أساسي في بناء المجتمع المستدام وتطوير القدرات البشرية.
لقد أسهمت توجيهات سمو الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان في دعم مسيرة التعليم والابتكار، مما يعزز من مكانة دولة الإمارات كمركز عالمي في التعليم والتطور التكنولوجي. إننا في “واجهة التعليم” فخورون بشراكتنا المستمرة مع سموه، ونتعهد بأن نواصل العمل بكل جهد لتحقيق الأهداف الطموحة التي تعود بالنفع على شباب الوطن والأجيال القادمة.
جزيل الشكر والامتنان لسمو الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان على دعمه اللا محدود ورؤيته السديدة.